السيسي مُستهدف.. والعين على رحلاته
04 Sep 201701:10 AM
السيسي مُستهدف.. والعين على رحلاته

محمد صلاح

الحياة
يستغل "الإخوان" انتشارهم السرطاني في دول عدة في العالم، ويسعون إلى تخريب كل زيارة يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للخارج، ووفق نسب وجودهم في هذه الدولة أو تلك، تكون فعاليات التخريب، فالدول ذات الحضور الإخوانجي الكثيف تُنظّم فيها تظاهرات وتُجهّز أعلام "رابعة" ولافتات السباب وإشارات التحريض وكاميرات التصوير ومكبرات الصوت وشاشات العرض. ولأن الجماعة تحظى بدعم مالي من قطر، ومعنوي ولوجيستي من تركيا، وعاطفي ومصلحي من دول وجهات غربية تبكي حظها العاثر وفشل مشروعها الداعم لحكم الإخوان لمصر، لاعتقادها بقدرة الجماعة على كبح جماح الجماعات الراديكالية الأخرى، يلقى التنظيم تسهيلات في حشده الأنصار أو نيل اهتمام وسائل إعلام غربية، ناهيك عن الفضائيات التي تُبث من الدوحة وإسطنبول ولندن، إضافة بالطبع إلى النشاط الكثيف الذي تضطلع به اللجان الإلكترونية الإخوانجية التي زاد الحمل عليها أخيراً بعدما صارت مهمتها ليست الإساءة إلى السيسي أو الشعب المصري الذي ثار على حكم الجماعة فقط؛ وإنما اختراع أكاذيب وافتراءات ضد زعماء الدول الثلاث: السعودية والإمارات والبحرين بعدما تبنت مواقف معارضة لدعم قطر للإرهاب.


أتت الفرصة مجدداً على خلفية الزيارة التي يقوم بها السيسي للصين ليُجيِّش "الإخوان" عناصرهم للتعاطي مع الحدث، ولأنها دولة لا تضم وجوداً إخوانياً كثيفاً، كان اللجوء الى الخطط البديلة لتشويه الزيارة، حتى قبل أن تبدأ، بحملة تنتقد كثرة سفريات السيسي إلى الخارج! وعوضاً عن تنظيم تظاهرات هناك، جرى استخدام أسلوب السخرية من عبارات الترحيب التي صدرت عن مسؤولي الدولة المضيفة أو وسائل إعلامها. المثير للدهشة أن الإخوانجية أنفسهم، ومعهم بالطبع بعض ثورجية الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي الذين يسيرون في ركب الجماعة أو من قبلوا أن يمتطيهم التنظيم، روّجوا أثناء الحملة الانتخابية للسيسي أنه مهدد وأن تحركاته وتنقلاته وسفرياته مستحيلة وطرحوا أسئلة حول قدرته على التنقل في الداخل والسفر إلى الخارج، فأربكهم السيسي بجولاته في المدن المصرية ولقاءاته في قارات العالم، فعادوا يهاجمون كثرة أسفاره!.


قام السيسي في أول سنة لرئاسته بـ 27 زيارة خارجية، وفي العالم الثاني 17 زيارة، ومنذ حزيران (يونيو) من عام 2017 وحتى منتصف آب (أغسطس) 2017 قام بـ 25 زيارة خارجية. لم تمنعه تهديدات "داعش" ووعيد "الإخوان" المستمر أو وسائل إعلام قطر من أن يجول في العالم ليعيد لمصر حضورها إقليميّاً ودوليّاً.


زيارة السيسي للصين هي الرابعة في 3 سنوات، فمنذ توليه الحكم، لوحظ اهتمامه بتطوير العلاقات مع الصين في شتى المجالات، وهو ما برز في تشكيل الحكومة المصرية لجنة وزارية خاصة تسمى "وحدة الصين" تضم وزراء اقتصاديين وخدميين بالأساس، بهدف متابعة التعاون مع تلك الدولة الأسيوية المهمة. وقام السيسي بأول زيارة إلى الصين في كانون الأول (ديسمبر) 2014، بعد انتخابه بشهور، والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبعد أقل من عام وفي أيلول (سبتمبر) 2015، قام بزيارة ثانية إلى الصين للمشاركة في احتفالات عيد النصر الوطني، وهي الاحتفالات التي شاركت القوات المسلحة المصرية في عرضها العسكري. وحل الرئيس الصيني ضيفاً على مصر في كانون الثاني (يناير) 2016 وهي الزيارة التي شهدت توقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين. وفي أيلول الماضي، زار السيسي الصين للمرة الثالثة للمشاركة كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني.



عموماً، قام السيسي منذ توليه مسؤولية الرئاسة بنحو 70 زيارة إلى الخارج انعكست آثارها في تحسن الأوضاع في مصر، بينما "الإخوان" ومن يحترمونهم أو يدعمونهم أو يسيرون في ركابهم، لم يلفت انتباههم فيها إلا عددها أو طريقة هبوطه من على سلم الطائرة أو من صافحه أو لم يصافحه أو أنه سار على سجادة حمراء أو صفراء أو كتب في سجل التشريفات عبارة مودة بالخط النسخ أو الرقعة!


نفس حالهم حين تلقي السلطات القبض على متهمين نفذوا عملية إرهابية فهم دائماً أبرياء أو معارضون أو رافضون للانقلاب، فإذا تأخر توقيفهم كان السيسي مقصراً والسلطات متقاعسة و"الإخوان" وتركيا وقطر أبرياء!